أرشيف

يمنات ينشر نص رسالة الخيواني إلى منظمة العفو بمناسبة فوزه بجائزتها

حثت منظمة الدفاع الدولية الحكومة اليمنية على إسقاط جميع الإجراءات القضائية ضد الصحفي «عبد الكريم الخيواني» وتوفير ضمانات محاكمة عادلة له.

وكانت منظمة الدفاع الدولية دشنت عدة حملات للخيواني الذي اعتقل في 20 يونيو 2007. و دعت منظمة الدفاع الدولية إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنه وضمان عدم تعرضه للتعذيب أو غيره من أنواع المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.

وفي أيلول/سبتمبر 2007 أطلقت المنظمة حملة جديدة للخيواني طالبت فيها السلطات اليمنية بـضمان سلامة الخيواني وضمان عدم تعرضه للتعذيب أو أي نوع من أنواع المعاملة السيئة أو العقوبة القاسية، وبالتالي ضمان عدم اختطافه مرة ثالثة، وإعطائه فرصة الحصول على اعلى مستوى ممكن من العلاج الطبي، العدول عن ممارسة الضغوطات والمضايقات بالإشارة إلى أطفاله، إذ يتوجب عدم الخلط بين أفراد الأسر فكل شخص مسؤول عن نفسه واختياراته على حد تعبير المنظمة

 

نص رسالة عبدالكريم الخيواني  إلى منظمة العفو الدولية

السيدات والسادة:

السلام عليكم

 

إن منحي هذه الجائزة شرف كبير لي ولزملائي الصحفيين في اليمن. ولا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر والامتنان لمنظمة العفو الدولية، كما لكل الحضور الكريم الذي يشارك في هذه المناسبة.

وددت لو كنت بينكم الآن لتسلم الجائزة، ولأخاطبكم مباشرة. لكنني الآن سجين في بلدي، بعدما صدر حكم قضائي من محكمة استثنائية الاثنين 9 يونيو بسجني 6 سنوات.

تمارس السلطات في بلدي انتهاكات ممنهجة ضد الصحفيين وأصحاب الرأي. وما تعرضت له ليس إلا نموذجاً لما يواجهه الصحفيون اليمنيون من اعتداءات ومخاطر جراء التزامهم المهني والأخلاقي.

لقد ازدادت أوضاع حرية الصحافة في اليمن سوءاً مؤخراً جراء إصرار السلطات على عزل الرأي العام المحلي والخارجي عن أزمات خطيرة كالحرب التي اندلعت قبل 4 سنوات في صعدة (شمال اليمن) وما ينجم عنها من أوضاع إنسانية مأساوية، والاحتجاجات السلمية للمواطنين في المحافظات الجنوبية والشرقية ضد الإقصاء والحرمان من الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية.

إن الصحافة المستقلة والمعارضة، وهي من أهم وسائل التغيير السلمي والإصلاح الديمقراطي، تنشط في بيئة قاسية ومحفوفة بالخطر، خصوصاً في ظل غياب قضاء مستقل وعدم احترام للقانون واستشراء الفساد المؤسسي، واحتكار الحكومة للإعلام المرئي والمسموع. وقد طورت السلطة آليات قمعية ضد الصحفيين وأصحاب الرأي المعارضين والناشطين الحقوقيين. وتتنوع هذه الآليات بين السجن والتعذيب والتلويح بالقتل واستخدام صحف صفراء يجري تمويلها من الخزانة العامة للتشهير بالناشطين الحقوقيين والمعارضين، وبخاصة الصحفيات المستقلات والناشطات الحقوقيات.

إن المؤمنين بالحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية يدركون أن تجسيد هذه القيم الإنسانية، يتطلب التضحية والصبر والتسلح بالأمل، كما والإيمان بأنهم ليسوا وحدهم في المواجهة. وهذه الجائزة شاهد قوي على ذلك.

لقد منعتني السلطات مراراً من السفر، وسبق لي أن خبرت محنة السجن قبل أربع سنوات، وتعرضت للخطف والتعذيب أكثر من مرة، لكنني لم أكن يوماً وحدي، بفضل تضامن زملائي وزميلاتي، ومؤازرة الحركة الحقوقية اليمنية الفتية التي لا تعرف اليأس، وبفضل حركة حقوقية عالمية مؤثرة تصدت على الدوام لانتهاكات السلطة اليمنية الهادفة إلى عزلي وكسر إرادتي.

إذ أجدد اعتزازي بهذه الجائزة بدلالاتها الإنسانية والحقوقية النبيلة، لا يفوتني التأكيد في هذا المقام بأني أعتبرها تكريم مستحق لكل من وقف معي في وجه القمع والإرهاب وثقافة الكراهية والتعصب، وفي المقدمة زوجتي العزيزة الصابرة، وأطفالي الأحبة.

 

شكراً

عبد الكريم الخيواني

 

زر الذهاب إلى الأعلى